ممّا لا شك فيه أن مهمة المحاماة هي مهنة القيم الانسانية بالدفاع عن حق الإنسان في مواجهة الظلم والعدوان، وبالرغم من كونها مهنة حرة مستقلة إلا أنها تشارك السلطة القضائية في كشف الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون. غير أن واقع المحامين الجزائريين والأجانب إبان الثورة التحريرية خصوصا، أولئك المقتنعين بعدالة القضية الجزائرية والملتزمين بالدفاع عنها، كان مريرا ومحفوفا بالمخاطر حسب السياسة الفرنسية الحائرة التي خالفت من خلال ممارستها الردعية كل الأعراف والقوانين والمبادئ الدولية والانسانية. في هذا السياق وبمناسبة إحياء الذكرى الستين –( 60) المخلدة لعيد الاستقلال الذي تحتفل فيه الجزائر بعظمة أبنائها الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن وحققوا نصرا مبينا - ارتأى منتدى الحقوقيين الجزائريين وبإشراف من وزير المجاهدين وذوي الــــــــــحقوق الـــــسيد العيد ربيـــــقة تنـــــــــــــظم ملتــــــــــــــقى وطنـــــيا تاريخـــــــــــيا بعنـــــوان:" الحقوقيون الجزائريون بين التاريخ والذاكرة" بهدف التأصيل لدور الحقوقيين خلال الثورة التحريرية 1954- 1962 صونا للموروث والذاكرة الوطنية، وكذا تحسيسا للأدوار الّتي هي اليوم على عاتقهم لأجل بناء جزائر جديدة أساسها العدل وسيادة دولة القانون والمؤسسات.