يعد الأمير عبد القادر بن مُحيي الدين إحدى الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر المعاصر. إنه رمز المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاستعماري، الأمر الذي جعل اسمه مشهورا وذكره مخلدًا سواء في بلادنا أو خارجها. ....................................إنّ الدراسات والكتابات حول شخصية الأمير عبد القادر تركز في عمومها على حملاته العسكرية وتهمل الجانب السياسي الإنساني و الثقافي له. فقد كان الأمير رجل ثقافة وفكر ودين وفي الوقت نفسه شخصية سياسية عسكرية بامتياز.................................. لقد تلقى الأمير الشاب تربية محافظة في كنف أسرته، وزاول دراسته على أيدي كبار الشيوخ الذين لقنوه اللغة والكتابة ومبادئ الإسلام والتاريخ والأدب والفلسفة والطب والعلوم والسياسة. وقد اكتشف المشرق الإسلامي الامير عبد القادر أثناء أدائه مناسك الحج رفقة أبيه، مما مكنه من توسيع تجاربه....................................لقد كانت ثقافته وورعه محل إعجاب جمّ لدى الناس. إن فكره مستوحى من قراءاته لكبار الشيوخ والأساتذة أمثال أبي حامد الغزالي وابن رشد وابن خلدون والشيخ محيي الدين بن عربي. ولكي يظل على دراية بما يجري من أحداث في العالم كان يلتمس ممن حوله ترجمة الصحف الأجنبية................................كان الأمير يسعى إلى الكمال الأخلاقي في حياته كما في أعماله، وكان يؤمن بالتقدم والتحديث والأخوة الإنسانية، كما يتجلى ذلك في علاقاته مع المسيحيين. كان سمحا وطيّبا في معاملاته للأسرى وجنح إلى نجدة المارونيين المضطهدين في دمشق. فقد أظهر الأمير عبد القادر دينيا وعسكريا وسياسيا أنه قائد دولة بكل المقاييس لما أظهره من قدرات قيادية وتأسيسية لأركان الدولة وعلاقاتها الديبلوماسية مع الدول الصديقة والشقيقة