ردًا على مناورة شارل ديغول الداعية لمشروع فصل الصحراء عن الجزائر، بإرساله وفدا يضم مسؤولين فرنسيين إلى ورقلة، وعقد اجتماع طارئ مع النواب تحت رئاسة أحد عملائها حمزة بوبكر، بهدف تهيئة الأهالي لقبول فكرة تأسيس جمهورية صحراوية مستقلة، قرّرت قيادة الثورة اتخاذ كافة التدابير لإفشال هذا الاجتماع الذي حدّد بيوم 27 فبراير 1962 ، تعبيرا عن رفضها للمشروع الفرنسي الرامي إلى فصل الصحراء عن الوطن الأم، وتأكيدا من مواطنيها تمسّكهم بوحدة وطنهم وشعبهم. قبل يوم واحد عن موعد وصول الوفد الفرنسي إلى ورقلة، وبعد تلقي مناضلي مدينة ورقلة تعليمات كتابية من قيادة الناحية الرابعة – المنطقة الرابعة بالولاية السادسة، حّرر الملازم الثاني محمد شنوفي ومساعده عثمان حامدي والكاتب عبد الجبار، خطابات إلى مشائخ 14 مجلسا بلديا لحثّ مواطني المداشر والأحياء للمشاركة بقوة في المظاهرة السلمية المزمع تنظيمها صبيحة يوم 27 فبراير 1962، وحدّد مكان التجمع وسط مدينة ورقلة. كان مقررا انطلاق المسيرة على الساعة الثامنة صباحا من يوم 27 فبراير الذي كان يصادف يوم رمضاني مبارك (23 رمضان 1381 هـ)، وهو اليوم الذي ستحط فيه الطائرة المُقلة للوفد الفرنسي المكلّف بملف مشروع فصل الصحراء، بأرضية مطار ورقلة، غير أنه تمّ تأخير زيارة الوفد الفرنسي إلى مقر عمالة الواحات خوفا من حدوث انزلاقات، وعليه تم تأخيرها إلى الساعة الواحدة زوالا، وهي مناورة فرنسية كان الهدف منها إرهاق الأهالي بطول الانتظار. وبعد انطلاق موكب المتظاهرين من "سوق الأحد" حاملين للأعلام الوطنية، ومرددين للأناشيد الوطنية، والشعارات المندّدة للسياسة الاستعمارية، والهتافات المؤيّدة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، حاصرت القوات الفرنسية المعزّزة بالدبابات ومختلف قوات القمع مداخل ومخارج المدينة المؤدية إلى مقر عمالة الواحات، لتفريق المتظاهرين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع، مخلّفة العديد من الضحايا. أصيبت السلطات الاستعمارية بخيبة أمل كبيرة، لذا اضطر الوفد الفرنسي مغادرة مدينة ورقلة والعودة خائبا نحو الجزائر دون أن يعقد اجتماعه مع بعض الشخصيات الفرنسية والجزائرية العميلة، التي حاولت تمرير المشروع الاستعماري المتضمّن فصل الصحراء باسم سكان المنطقة.